Mittwoch, 5. August 2015

 
قناة السويس بمصر: السيسي يراهن  ب7.5 مليار يورو


يوم الخميس سيكون اليوم الأهم بالنسبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ إطاحته بالرئيس محمد مرسي ووصوله للسلطة قبل عامين. مصر ستقوم بافتتاح قناة سويس جديدة، 35 كيلو متر هو طول الممر الثاني، والذي يربط بين البحرين الأبيض والمتوسط.، وبالتالي سيكون توسيع القناة مستقبلا من 115 إلي 193 كيلومتر في كلا الاتجاهين  صالحا للملاحة، وبعد البيانات المتعددة لشركة القناة سيكون هناك تقليص لعدد الساعات التي تحتاجها السفن للعبور من 18 ساعة إلي 11 ساعة. مصر تحتفل بصورة كبيرة ابتهاجا بالافتتاح، حيث يوجد ألعاب نارية وعروض عسكرية، وكذلك ستكون هناك  مشاركة لأوبرا عايدة. وبوجود 500 ضيف من جميع أنحاء العالم ابتداء بالرئيس الفرنسي هولاند وانتهاء بكيم يونج نام والذي يعتبر الرجل الثاني في كوريا الشمالية بعد الديكتاتور كيم يونج أون. الحكومة المصرية أعلنت يوم الخميس إجازة، علاة علي ذلك أمرت أنه لا بد أن يكون تناول موضوع بناء القناة نقطة مركزية في خطبة الجمعة الماضية في جميع المساجد، بالإضافة إلي ذلك يستطيع المصريون بالسفر مجانا يوم الخميس، ولكي يأخد العالم الخبرة من تلك التحفة السيسية أطلقت الحكومة حملة عالمية بالأعلام تحت عنوان „ هدية مصر للعالم“ ، أصحبت هذه الهدية بالنسبة للبلد الأكثر سكانا في العالم العربي أكثر كلفة.

الخبراء يشككون في توقعات القاهرة:

استنزفت أعمال البناء 64 مليار جنيه مصري، أي ما يعادل تقريبا 7,5 مليار يورو، 88% من المصريين ساهموا في تكاليف هذا البناء، فقد قاموا بشراء شهادات استثمار مع فائدة قدرها 12%، وفي خلال أيام قليلة نفدت هذه الشهادات، وفي وقت سابق أعلنت وسائل الإعلام المصرية بأن شراء هذه الشهادات هو واجب وطني. في الأصل كان يقدر 3 أعوام لبناء القناة، إلا أن السيسي أعطي أمرا قاطعا بأنه لابد أن يكون افتتاح القناة بعد 12 شهرا مما عجل بالأمر، و مما يمكنه في الأعوام القادم من متابعة مزيد من الموانئ والمناطق الصناعية. تفترض شركة القناة أنه بحلول 2023 سيكون بمقدور القناة أن تسع لعبور 97 سفينة مما سيؤدي إلي رفع الإيرادات السنوية إلي حوالي 12 مليار يورو مقارنة بإيرادات 2014 والتي توقفت عند 5 ميارات يورو. بالطبع شكك الخبراء في تنبؤات النمو، فتوقعات الحكومة المتفائلة استندت إلي  توقعات غير حقيقية  فيما يتعلق بعملية تطوير التجارة العالمية، وكما صرحت شركة الأبحاث الاقتصادية كابيتال ايكونوميكس: بأنه لابد للتجارة العالمية أن تنمو 9% سنويا، حتي ترتفع عمليات النقل داخل قناة السويس بشكل كبيرة علي أساس من تنبؤات الحكومة المصرية، إلا أنه في الوقت ذاته فإن التجارة العالمية لا تنمو سنويا سوي بنسبة 3%، مما يعني أن هذه الزيادات التي افترضتها الحكومة المصرية جاءت علي أساس غير دقيق علي حد تعبير كابيتال ايكونوميكس. وكذلك شركة بلومبرج للخدمات الاقتصادية.


ممن الممكن أن تهدد داعش أمن القناة:

في العام الماضي وفي المتوسط مرت يوميا 47 سفينة بقناة السويس، و قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية في عام 2008 كان هناك 59 سفينة تمر يوميا، لذلك فإن الاستثمار في مصر هو رهان علي المستقبل وتطور حركة الاقتصاد العالمي. كبري شركات الشحن بالعالم رحبت بعملية التوسعة، وقالت إن هذا المشروع كان ضروريا للحفاظ علي جاذبية القناة كما صرح مايكل شتورجارد المتحدث باسم شركة الحاويات ميرسك لاين، إلا أن ميرسك قالت إنها ليست متأكدة إذا ما كان باستطاعة الفرد إرسال مزيد من السفن عبر قناة السويس، وهذا متعلق بالطبع بتطورات الوضع الأمني في المنطقة، حيث توجد هناك بواعث علي القلق خاصة فيما يتعلق بسيناء والتي تطل علي الضفة الشرقية لقناة السويس، والتي أنشأ فيها العام الماضي فرعا لمنظمة داعش الإرهابية، كذلك فإن الجهاديين ينشطون في شمال سيناء والتي تبعد حوالي مائة كيلو متر من قناة السويس. بالطبع فإن داعش في مصر تصير قوية بصورة دائمة، فهي تهاجم قوات الشرطة والجيش بصفة يومية، وبالتالي إذا تطور الوضع العسكري لهذه الجماعة فإنها لن تتردد في مهاجمة القناة التي تعتبر المصدر الرئيسي للدخل المصري  المكروه بالنسبة إليهم. 

مقالة جريدة دير شبيجل الألمانية بتاريخ 05 .08 .2015

ترجمة تقادم الخطيب
 باحث بجامعة برلين الحرة/ ألمانيا. 
twitter: @taqadum